سورة الحج - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{ألم تعلم أنَّ الله يعلم ما في السماء والأرض إنَّ ذلك} كلَّه {في كتاب} يعني: اللَّوح المحفوظ {إن ذلك} يعني: علمه بجميع ذلك {على الله يسير}.
{ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به} بعبادته {سلطاناً} حجَّةً وبرهاناً {وما ليس لهم من به علم} لم يأتهم به كتابٌ ولا نبيٌّ {وما للظالمين} المشركين {من نصير} مانعٍ من عذاب الله تعالى.
{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات} يعني: القرآن {تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر} الإِنكار بالعبوس والكراهة {يكادون يسطون} يقعون ويبطشون {بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم} بِشَرٍ لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تسمعون {النار} أَيْ: هي النَّار.
{يا أيها الناس} يعني: يا أهل مكَّة {ضرب مثل} بُيِّن لكم ولمعبودكم شَبَهٌ {فاستمعوا له إنَّ الذين تدعون من دون الله} من الأصنام {لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا} كلُّهم لخلقه {وإن يسلبهم الذباب شيئاً} ممَّا عليهم من الطَّيب {لا يستنقذوه منه} لا يستردُّوه منه لعجزهم {ضعف الطالبُ والمطلوب} يعني: العابد والمعبود، والطَّالب: الذُّباب يطلب من الصَّنم ما لطِّخ به من الزَّعفران والطِّيب، وهو مَثَلٌ لعابده يطلب منه الشَّفاعة والنُّصرة، والمطلوب: الصنم.
{ما قدروا الله حق قدره} ما عظَّموه حقَّ تعظيمه إذ أشركوا به ما لا يمتنع من الذُّباب ولا ينتصر منه.
{الله يصطفي من الملائكة رسلاً} مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السَّلام {ومن الناس} يعني: النبيِّين عليهم السَّلام {إنَّ الله سميع} لقول عباده {بصير} بمَنْ يختاره.
{يعلم ما بين أيديهم} ما عملوه {وما خلفهم} وما هم عاملون ممَّا لم يعلموه.


{وجاهدوا في الله} في سبيل الله {حق جهاده} بنيَّةٍ صادقةٍ {هو اجبتاكم} اختاركم لدينه {وما جعل عليكم في الدين من حرج} ضيقٍ؛ لأنَّه سهَّل الشَّريعة بالتَّرخيص {ملَّة أبيكم} اتبعوا ملَّة أبيكم {إبراهيم} كان هو في الحرمة كالأب صلى الله عليه وسلم، ولذلك جُعل أبا المسلمين {هو سماكم} أَيْ: الله تعالى سمَّاكم {المسلمين من قبل} أي: من قبل القرآن في سائر الكتب {وفي هذا} يعني: القرآن {ليكون الرسول شهيداً عليكم} وذلك أنَّه يشهد لمَنْ صدَّقه، وعلى مَنْ كذَّبه {وتكونوا شهداء على الناس} تشهدون عليهم أنَّ رسلهم قد بلَّغتهم، وقوله: {واعتصموا بالله} أَيْ: تمسَّكوا بدينه {هو مولاكم} ناصركم ومتولي أموركم {فنعم المولى ونعم النصير}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6